{ أُوْلَـٰئِكَ } أي: الموصوفون بالتوبة والاستقامة { ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } أي: من الصالحات فنجازيهم عليها { وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ } أي: فلا نعاقبهم عليها لتوبتهم { فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ } أي: معدودين في زمرتهم ثواباً ومقاماً. قال الشهاب: والظاهر أنه من قبيل{ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّاهِدِينَ } [يوسف: 20] ليدل على المبالغة بعلوّ منزلتهم فيها؛ إذ قولك: (فلان من العلماء) أبلغ من قولك: (عالم). ولم يبيّنوه ههنا، ومن لم يتنبه لهذا قال (فِي) بمعنى (مع). انتهى. { وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ } أي: وعدهم تعالى هذا الوعد، وعدَ الحق في الدنيا، وهو موفيه لهم في الآخرة، كما قال:{ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ } [الطور: 21]. ثم بيّن تعالى نعت من عصى ما وصَّى به الإحسان لوالديه، من كل ولد عاقّ كافر، وماله في مآله، بقوله سبحانه: { وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ... }.