{ لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } قال ابن جرير: أي: لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة، الموت بعد الموتة الأولى، التي ذاقوها في الدنيا. وكان بعض أهل العربية يوجه: { إِلاَّ } هنا بمعنى سوى؛ أي: سوى الموتة الأولى. انتهى. يعني أن الاستثناء منقطع، أي: لكن الموتة الأولى قد ذاقوها في الدنيا: { وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ * فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } أي: سهلناه حيث أنزلناه بلغتك، وهو فذلكة للسورة: { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي: يتعظون بعبره وعظاته وحججه، فينيبوا إلى طاعة ربهم ويذعنوا للحق: { فَٱرْتَقِبْ } أي: ما يحل بهم من زهوق باطلهم: { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } أي: منتظرون عند أنفسهم غلبتك، أو هو قولهم:{ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } [الطور: 30] وهذا وعد له صلى الله عليه وسلم بالنصرة والفتح عليهم, وتسلية ووعيد لهم. وقد أنجز الله وعده، كما قال سبحانه:{ كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ } [المجادلة: 21]، وقوله تعالى:{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } [غافر: 51].