الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

{ فَٱصْفَحْ } أي: أعرض { عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ } أي: لكم أو عليكم، أو أمري سلام. أي: متاركة، فهو سلام متاركة لا تحية.

وقال الرازيّ: احتج قوم بهذه الآية على أنه يجوز السلام على الكافر. ثم قال: إن صح هذا الاستدلال فإنه يوجب الاقتصار على مجرد قوله (سلام) وأن يقال للمؤمن: (سلام عليكم) والمقصود التنبيه على التحية التي تذكر للمسلم والكافر. ا هـ.

وفيه نظر؛ لأنه جمود على الظاهر البحت هنا، والغفلة عن نظائره من نحو قول إبراهيم عليه السلام لأبيهسَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ } [مريم: 47] وآيةسَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } [القصص: 55] على أن الأكثر على أن الخبر هنا محذوف، أي: (عليكم) والمقدر كالمذكور، والمحذوف لعلة كالثابت، فالصواب أن السلام للمتاركة. والله أعلم { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } أي: حقية ما أرست به, بسموّ الحق وزهوق الباطل.

تنبيه

قرىء (وقيلَه) بالنصب عطفاً على { سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } وضعّف بوقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، بما لا يحسن اعتراضاً، أو على محل (الساعة) لأنه في محل نصب؛ لأنه مصدر مضاف لمفعوله، أو بإضمار فعله؛ أي: وقال قيله. وقرىء بالجر عطفاً على (الساعة) أو الواو للقسم والجواب محذوف؛ أي: لأفعلن بهم ما أريد، أو مذكور وهو قوله: { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } وقرىء بالرفع عطفاً على (علم الساعة) بتقدير مضاف. أي: وعنده علم قيله، أو مرفوع بالابتداء، وجملة (يا رب) إلخ هو الخبر. أو الخبر محذوف؛ أي: وقيله كيت وكيت، مسموع أو متقبل. وفي (الحواشي) مجازيات جدلية، فازدد بمراجعتها علماً.