الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمَّا جَآءَهُم بِآيَاتِنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ }

{ فَلَمَّا جَآءَهُم بِآيَاتِنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ } فلما أتاهم بالحجج على التوحيد والبراءة من الشرك، إذ فرعون وقومه يضحكون. أي: كما أن قومك، مما جئتهم به من الآيات والعِبَر، يسخرون. وهذا تسلية من الله عز وجل لنبيّه صلى الله عليه وسلم، عما كان يلقى من مشركي قومه، وإعلام منه له أن قومه من أهل الشرك، لن يعدوا أن يكونوا كسائر الأمم الذين كانوا على منهاجهم في الكفر بالله وتكذيب رسله، وندب منه نبيّه صلى الله عليه وسلم إلى الاستنان بهم، بالصبر عليهم، بسنن أولي العزم من الرسل. وإخبار منه له أن عقبى مَرَدَتهم إلى البوار والهلاك. كسنته في المتمردين عليهم قبله، وإظفاره بهم، وإعلائه أمره. كالذي فعل بموسى عليه السلام وقومه الذين آمنوا به. من إظهارهم على فرعون وملئه. أفاده ابن جرير.

ثم أشار إلى أن موجب الهزء لم يكن إلا لعنادٍ، لا لقصورها، بقوله:

{ وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ... }.