الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } * { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }

{ فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ } أي: مما زيّن للناس حبه من الشهوات { فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي: فهو متاع لكم، تتمتعون به في الدنيا، وليس من الآخرة { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } أي: من ثوابه الأخرويّ { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } وذلك لخلوصه عن الشوائب ودوامه { لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي: في أمورهم وقيامهم بأسبابهم { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } أي: يصفحون عمن أساء إليهم { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ } أي: حينما دعاهم إلى توحيده، والبراءة من عبادة غيره { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } أي: لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه، وذلك من فرط تدبّرهم وتيقظهم، وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابّهم في الله تعالى: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي: فيؤدّون ما فرض عليهم من الحقوق لأهلها، من زكاة ونفقة. وما ندبوا إليه من مواساة وصدقة ومعونة.