الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }

{ ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } أي: يلطف بهم في تدبير إيصال ما يفتقرون من خير الدين والدنيا { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ * مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }.

قال الزمخشريّ: سمي ما يعمله العامل مما يبتغي به الفائدة والزكاة، حرثاً على المجاز - أي: بتشبيهه بالزرع من حيث إنه فائدة تحصل بعمل الدنيا، ولذلك قيل: (الدنيا مزرعة الآخرة) وفرق بين عملي العاملين بأن من عمل للآخرة، وفِّق في عمله وضوعفت حسناته. ومن كان عمله للدنيا أعطي شيئاً منها، لا ما يريده ويبتغيه، وهو رزقه الذي قسم له وفرغ منه، وما له نصيب قط في الآخرة، ولم يذكر في معنى عامل الآخرة وله في الدنيا نصيب على أن رزقه المقسوم له، واصلٌ إليه لا محالة - للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب. انتهى.

وهذه الآية كآية:مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ } الخ [الإسراء: 18].