{ وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ } أي: يخاصمون في دينه الذي ابتعث به خاتم أنبيائه, وهم الذين أورثوا الكتاب، المذكورون قبل، ليصدوا عن الهدى طمعاً في عود الجاهلية { مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ } أي: استجاب له الناس؛ أي: بالاستسلام والانقياد لدينه حسبما قادهم إليه العقل السليم والنظر الصحيح وسيرة الداعي وهديه وحسن دعوته وتصديق الكتب المنزلة له وسلامة الفطرة { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ } أي: زائلة لأنها في باطل. والباطل لا بقاء له مع قوة الحق { عِندَ رَبِّهِمْ } أي: في حكمه وقضائه وتقديره. قال أبو السعود: وإنما عبر عن أباطيلهم بالحجة، مجاراة معهم على زعمهم الباطل { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ } أي: عظيم، لمكابرتهم الحق بعد ظهوره { وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } وهو عذاب النار.