الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }

{ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } أي: لا يتطرق إليه البطلان من جهة من الجهات.

قال القاشانيّ: لا من جهة الحق فيبطله بما هو أبلغ منه وأشد إحكاما في كونه حقا وصدقا. ولا من جهة الخلق فيبطلونه بالإلحاد في تأويله, ويغيّرونه بالتحريف لكونه ثابتا في اللوح محفوظا من جهة الحق, كما قال:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9] وفيه تمثيل لتشبيهه بشخص حمي من جميع جهاته. فلا يُمكِن أعداءه الوصول إليه لأنه في حصن حصين من حماية الحق المبين. هذا على أن ما بين يديه وما خلفه, كناية عن جميع الجهات. كالصباح والمساء كناية عن الزمان كله. أو المعنى: لا يتطرق إليه باطل في كل ما أخبر عنه من الأخبار الماضية والآتية. والماضية ما بين يديه, والآتية ما خلفه. أو العكس كما مرّ { تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } قال ابن جرير: أي هو تنزيل من عند ذي حكمة, بتدبير عباده وصرفهم فيما فيه مصالحهم, محمود على نعمه عليهم بأياديه عندهم.