الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

{ وَمِنْ آيَاتِهِ } أي: حججه تعالى على خلقه، ودلالته على وحدانيته وعظيم سلطانه { ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ } أي: اختلافهما، ومعاقبة كل واحد منها صاحبه { وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } أي: نورهما وإشراقهما وتقدير منازلهما، واختلاف سيرهما في سمائهما، لبقاء صلاح الكون { لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ } لأنهما مسخران بتسخير خالق قادر عليهم، فهما مخلوقان { وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } أي: تفرّدونه بالعبادة. فإن من طاعته أن تخلصوا له العبادة، ولا تشركوا في طاعته أحداً؛ لأنها لا تنبغي لأحد سواه.

تنبيه

استدل بالآية الشيخ أبو إسحاق في (المهذب) على صلاة الكسوف. قال: لأنه لا صلاة تتعلق بالشمس والقمر غيرها، وأخذ من ذلك تفضيلها على صلاة الاستسقاء، لكونها في القرآن، بخلافها. كذا في (الإكليل).