الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً } أي: تستقرون عليها وتسكنون فوقها { وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً } أي: مبنية مرفوعة فوقكم بغير عمد ترونها لمصالحكم وقوام دنياكم. وقد فسّر (البناء) بالقبة المضروبة؛ لأن العرب تسمّي المضارب (أبنية)، فهو تشبيه بليغ، وهو إشارة إلى كرويتها. قاله الشهاب.

{ وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ } أي: يجعل كل عضو في مكان يليق به، ليتم الانتفاع بها، فتستدلوا بذلك على كمال حكمته { وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } أي: لذيذات المطاعم، والمشارب لتشكروه وحده: { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } أي: الذي لا تصلح الربوبية إلا له.