الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ }

{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } أي: ما يستوي الأعمى الذي لا يبصر شيئاً، وهو مثل الكافر الذي لا يتأمل حجج الله بعينيه فيتدبرها ويعتبر بها، فيعلم وحدانيته وقدرته على خلق ما شاء، ويؤمن به - والبصير الذي يرى بعينيه ما شخص لهما ويبصره. وذلك مثل المؤمن الذي يرى بعينيه حجج الله فيتفكر فيها، ويتعظ، ويعلم ما دلت من توحيد صانعه وعظيم سلطانه { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي: ولا يستوي أيضاً المؤمنون بالله ورسوله، المطيعون لربهم { وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ } وهو الكافر بربه، العاصي له، المخالف أمره { قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } أي: حججه تعالى. فيعتبرون ويتعظون. أي: لو تذكّروا آياته واعتبروا بها، لعرفوا خطأ ما هم مقيمون عليه، من إنكار البعث، ومن قبح الشرك.