الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } أي: يدفعون الحق بالباطل، ويردّون الحجج الصحيحة بالشبه الفاسدة، بلا برهان ولا حجة من الله { إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ } أي: إلا تكبّر عن الحق وتعظم عن التفكير، وغمط لمن جاءهم به، حسداً منهم على الفضل الذي آتاك الله، والكرامة التي أكرمك بها من النبوة { مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ }.

قال ابن جرير: أي: الذي حسدوك عليه أمر ليسوا بمدركيه ولا نائليه؛ لأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس بالأمر الذي يدرك بالأمانيّ. وقد قيل: إن معناه إن في صدورهم إلا عظمة، ما هم ببالغي تلك العظمة، لأن الله مذلُّهم { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } قال ابن جرير: أي: فاستجر بالله يا محمد، من شر هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان، ومن الكبر أن يعرض في قلبك منه شيء { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } أي: لما يقولون، وبما يعملون، فسيجازيهم.

تنبيه

قال كعب وأبو العالية: نزلت هذه الآية في اليهود، وذلك أنهم ادعوا أن الدجال منهم، وأنهم يملكون به الأرض. فأمر صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من فتنته. قال ابن كثير: وهذا قول غريب، وفيه تعسف بعيد. وإن كان قد رواه ابن أبي حاتم، ولم يذكره ابن جرير، على ولعه بالغريب والضعيف.

وفي (الإكليل): ليس في القرآن الإشارة إلى الدجال إلا في هذه الآية، أي: على صحة هذه الرواية.