الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }

{ كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ } أي: الذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم { مِن بَعْدِهِمْ } أي: من بعد سماع أخبارهم ومشاهدة أثارهم { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } أي: ليتمكنوا منه , ومن الإيقاع به وإصابته بما أرادوا من تعذيب أو قتل، من (الأخذ) بمعنى الأسر، والأخيذ الأسير { وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ } أي: قابلو حجج الرسل بالباطل من جدالهم: { لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } أي: ليزيلوا به الأمر الثابت بالحجة الصحيحة، لكنه لا يندحض وإن كثرت الشبه؛ لما أنه الثابت في نفسه المتقرر بذاته { فَأَخَذْتُهُمْ } أي: بالعذاب الدنيويّ المعروف أخباره، المشهود آثاره { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } أي: في هذه الدار، فيعتبر به عقاب تلك الدار.