الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } * { وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ }

{ ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } جملة مستأنفة مبنية لكيفية نزول العذاب بهم، على أن { ٱلنَّارُ } مبتدأ وجملة { يُعْرَضُونَ } خبره. وعلى الثاني، فالنار خبر لمحذوف وهو خبر العذاب السيء، أو هي بدل من { سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ }. والمراد عرض أرواحهم عليها دائما. واكتفى بالطرفين المحيطين - الغدوّ والعشيّ - عن الجميع، وبه يستدل على عذاب القبر والبرزخ. وقاناه الله تعالى، بمنه.

قال السيوطيّ: وفي (العجائب) للكرمانيّ: في الآية أدل دليل على عذاب القبر؛ لأن المعطوف غير المعطوف عليه؛ يعني قوله تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } أي: هذا العرض ما دامت الدنيا، فإذا قامت الساعة يقال لهم: { أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } وهو عذاب جهنم؛ لأنه جزاء شدة كفرهم.

{ وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ } أي: يتخاصمون فيها، الأتباع والمتبوعون { فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } أي: أتباعاً كالمكرهين { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ * قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ } أي: نحن وأنتم. فكيف نغني عنكم؟ ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا { إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ } أي: بأن أدخل أهل الجنة الجنةَ، وأهل النار النارَ، ولا معقب لحكمه. أو بأن قَدّر عذاباً لكل منا لا يدفع عنه، ولا يتحمله عنه غيره، قال الشهاب: وهذا أنسب بما قبله.