الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } * { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ }

{ فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } أي: فاعبدوه مخلصين له الدين، عن شوب الشرك { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } أي: غاظهم ذلك { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ } أي: رفيع درجات عرشه كقوله:ذِي ٱلْمَعَارِجِ } [المعارج: 3] وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش. وهي دليل على عزته وملكوته، أو هو عبارة عن رفعة شأنه وعلوّ سلطانه وكمالاته، غير المتناهية { ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ } أي: الوحي والعلم اللدنيّ الذي تحيا به القلوب الميتة { مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } أي: أهل عنايته الأزلية، واختصاصه للرسالة والنبوة { لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } أي: يوم القيامة الكبرى، الذي يتلاقى فيه العبد بربه ليحاسبه على أعماله، أو العباد.