الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ }

{ ذَلِكُم } أي: ذلكم الذي أنتم فيه من العذاب، وأن لا سبيل إلى خروج قط { بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ } أي: بسبب إنكاركم أن الألوهية له خالصة، وقولكم:أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً } [ص: 5] وإيمانكم بالشرك { فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ } أي: فالقضاء له وحده لا للغير. فلا سبيل إلى النجاة لعلوّه وكبريائه، فلا يمكن لأحد ردّ حكمه وعقابه { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ } أي: من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً } أي: مطراً. وإفراده بالذكر من بين الآيات، لعظم نفعه، وتسبب حياة كل شيء عنه { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } أي: وما يتعظ بآياته تعالى، إلا من يرجع إليه بالتوبة والإنابة.