الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً }

{ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } أي: ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد والخروج مع الجماعة لنفاق، أو معناه: ليثبطن غيره، كما كان المنافقون يثبطون غيرهم، وكان هذا ديدن المنافق عبد الله بن أُبي، وهو الذي ثبط الناس يوم أُحُدْ، وقد روي عن كثير من التابعين أن الآية نزلت في المنافقين، فإن ما حكي عنهم هو دأبهم، وقيل: الخطاب للمؤمنين وقوفاً مع صدر الآية، فإن قال: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } ثم قال: { وَإِنَّ مِنْكُمْ } وقد قال تعالى في المنافقين:مَّا هُم مِّنكُمْ } [المجادلة: 14].

قال الحاكم: والتقدير على القول الأول: { وَإِنَّ مِنْكُمْ } ، على زعمه، في الظاهر أو في حكم الشرع.

{ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } كهزيمة، وشهادة، وغلب العدو لكم، لما لله في ذلك من الحكمة { قَالَ } أي: المبطئ فرحاً بصنعه، ومعجباً برأيه { قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ } بالقعود { إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } أي: حاضراً في المعركة، فيصيبني ما أصابهم، يعدّ ذلك من نعم الله عليه، ولم ير ما فاته من الأجر في الصبر، أو الشهادة إن قتل.