الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً }

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وجملة الكتب والرسل { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي: الطاعات فيما بينهم وبين ربهم بالإخلاص: { سَنُدْخِلُهُمْ } أي: في الآخرة { جَنَّاتٍ } أي: بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي: من تحت شجرها وقصورها { ٱلأَنْهَارُ } أي: أنها الخمر واللبن والعسل والماء { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } أي: مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { لَّهُمْ فِيهَآ } أي: الجنة { أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } أي: من الحيض والنفاس والأذى والأخلاق الرذيلة والصفات الناقصة { وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } أي: كنّاً كنيناً لا تنسخه الشمس، ولا حرّ فيه ولا برد، و (ظليل) صفة مشتقة من لفظ (الظل) لتأكيد معناه، كما يقال: ليل أليل، ويوم أيوم. وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب الجواد المضمَّر السريع، مائة عام ما يقطعها " وفيهما أيضاً من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: " يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطعها ".