الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً }

{ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ } أي: فلم يرجحوا الخلق عليه { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بالبعث والجزاء فلم يرجحوا تعظيمهم وحطامهم على ثوابه { وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ } أعطاهم الله من المال، أي: طلباً لرضاه وأجر آخرته.

قال العلامة أبو السعود: وإنما لم يصرح به تعويلاً على التفصيل السابق، واكتفاءً بذكر الإيمان بالله واليوم الآخر، فإنه يقتضي أن يكون الإنفاق لابتغاء وجهه تعالى وطلب ثوابه البتة، أي: وما الذي عليهم، أو: وأيّ تبعة ووبال عليهم في الإيمان بالله والإنفاق في سبيله؟ وهو توبيخ لهم على الجهل بمكان المنفعة، والاعتقاد في الشيء بخلاف ما هو عليه، وتحريض على التكفير لطلب الجواب، لعله يؤدي بهم إلى العلم بما فيه من الفوائد الجليلة والعوائد الجميلة، وتنبيه على أن المدعوّ إلى أمر لا ضرر فيه، ينبغي أن يجيب إليه احتياطاً، فكيف إذا كان فيه منافع لا تحصى، وتقديم الإيمان بهما، لأهميته في نفسه، ولعدم الاعتداد بالإنفاق بدونه، وأما تقديم (إنفاقهم رئاء الناس) على عدم إيمانهم بهما، مع كون المؤخر أقبح من المقدم، فلرعاية المناسبة بين إنفاقهم ذلك وبين ما قبله من بخلهم وأمرهم للناس به. انتهى. { وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً } وعيد لهم بالعقاب.