الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ يُرِيدُ ٱللَّهُ } أي: في تحريم ما حرم من النساء وتحليل ما أحل بالشرائط { لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } أي: شرائعه { وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } أي: يرشدكم إلى طرائق مَن تقدم من أهل الكتاب في تحريم ما حرمه، لتتأسوا بهم في اتباع شرائعه التي يحبها ويرضاها. وفي الآية دليل على أن كل ما بيَّن تحريمه لنا من النساء في الآيات المتقدمة، فقد كان الحكم كذلك في الملة السابقة.

وقد قرأت في سفر الأحبار اللاويين، من التوراة، في (الفصل الثامن عشر) ما يؤيد ذلك، عدا ما رفعه تعالى عنا من ذلك مما فيه حرج { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أي: يتجاوز عنكم ما كان منكم في الجاهلية، أو يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي: فيما شرع لكم من الأحكام { حَكِيمٌ } مراع في جميع قضائه الحكمة.