{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ } أي: بالهدى ودين الحق والبيان الشافي الذي يجب قبوله { فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ } أي: إيماناً خيراً لكم، أو ائتوا أمراً خيراً لكم من تقليد المعاندين { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي: فهو قادر على تعذيبكم لعظم ملكوته، أو فهو غنيٌ عنكم لا يتضرر بكفركم كما لا ينتفع بإيمانكم، كما قال تعالى:{ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [إبراهيم: 8] { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } في صنعه، ولما أجاب تعالى عن شبهات اليهود وألزمهم الحجة، جرّد الخطاب للنصارى، زجراً لهم عما هم عليه من الكفر والضلال، فقال سبحانه: { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ... }.