الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ قَدِيراً }

{ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي: يُفْنِكم ويستأصلكم بالمرّة { أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ } أي: ويوجد، دفعةً مكانكم، قوماً آخرين من البشر، أو خلقاً آخرين مكان الإنس، يعني أن إبقائكم على ما أنتم عليه من العصيان إنما هو لكمال غناه عن طاعتكم، ولعدم تعلق مشيئته المبنيّة على الحكم البالغة بإقنائكم، لا لعجزه سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ } أي: إهلاككم بالمرة وتخليق غيركم: { قَدِيراً } بليغ القدرة، كما قال تعالى:وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } [محمد: 38]، وقال تعالى:إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } [إبراهيم: 19-20، فاطر: 16-17]، ففيه تقرير لغناه وقدرته، وتهديد لمن كفر به، قال بعض السلف: ما أهون العباد على الله إذا أضاعوا أمره!