الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً }

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي: صدقت قلوبهم { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي: عملت جوارحهم بما أمروا به من الخيرات { سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي: من تحت غرفها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء واللبن والعسل { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في الجنة، لا يموتون ولا يخرجون منها { أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } صدقاً واقعاً لا محالة، وكيف لا يكون وعد الله حقاً { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } وعداً وخبراً، وهو استفهام بمعنى النفي، أي: لا أحد أصدق منه قيلاً، لا إله إلا هو لا رب سواه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: " إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار " والمقصود من الآية معارضة المواعيد الشيطانية الكاذبة لقرنائه، بوعد الله الصادق لأوليائه، والمبالغة في توكيده ترغيباً للعباد في تحصيله، و (القيل) مصدر، كالقال والقول.