الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَٰجُكُمْ إِنْ لَّمْ يَكُنْ لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ ٱلثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَٰلَةً أَو ٱمْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ فَإِن كَانُوۤاْ أَكْثَرَ مِن ذٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَآءُ فِي ٱلثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ }

{ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَٰجُكُمْ } من المال { إِنْ لَّمْ يَكُنْ لَّهُنَّ وَلَدٌ } ذكر أو أنثى، منكم أو من غيركم { فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ } على نحو ما فصّل { فَلَكُمُ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ } من المال، والباقي لباقي الورثة { مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ } أي: من بعد استخراج وصيتهن وقضاء دينهن { وَلَهُنَّ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ } من المال { إِن لَّمْ يَكُنْ لَّكُمْ وَلَدٌ } ذكر أو أنثى، منهن أو من غيرهن { فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ } على النحو الذي فصل { فَلَهُنَّ ٱلثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ } الكلام فيه كما تقدم، وفي تكرير ذكر الوصية والدين، من الاعتناء بشأنهما، ما لا يخفى.

لطيفة

في الآية ما يدل على فضل الرجال على النساء، لأنه تعالى حيث ذكر الرجال في هذه الآية، ذكرهم على سبيل المخاطبة، وحيث ذكر النساء ذكرهن على سبيل المغايبة، وأيضاً خاطب الله الرجال في هذه الآية سبع مرات، وذكر النساء فيها على سبيل الغيبة أقل من ذلك.

وهذا يدل على تفضيل الرجال على النساء، كما فضلوا عليهن في النصيب، كذا يستفاد من الرازي. { وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَٰلَةً أَو ٱمْرَأَةٌ } أي: تورث كذلك { وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ فَإِن كَانُوۤاْ } أي: الأخوة والأخوات من الأم { أَكْثَرَ مِن ذٰلِكَ } أي: من واحد { فَهُمْ شُرَكَآءُ فِي ٱلثُّلُثِ } يستوي فيه ذكرهم وأنثاهم. قال المجد في (القاموس): الكلالة: من لا ولد له ولا والد، أو ما لم يكن من النسب لحّا، أو مَن تكلل نسبه بنسبك، كابن العم وشبهه، أو هي الإخوة للأم، أو بنو العم الأَباعد، أو ما خلا الوالد والولد. أو هي من العَصَبَة، من ورث منه الإخوة للأم، فهذه سبعة أقوال محكية عن أئمة اللغة. وقال ابن برّي: اعلم أَن الكلالة في الأَصل هي مصدر (كَلّ الميت يَكِلّ كَلاّ، وكَلالة) فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه، هذا أَصلها. قال: ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدث، فتكون اسماً للميت الموروث وإِن كانت في الأَصل اسماً للحدث على حدّ قولهم: هذا خلق الله. أي: مخلوق الله. قال: وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حد قولهم: رجل عدل أي: عادل. وماء غور أي: غائر. قال: والأَول هو اختيار البصريين من أن الكلالة اسم للموروث، قال: وعليه جاء التفسير في الآية، أن الكلالة الذي لم يخلف ولداً ولا والداً، فإِذا جعلتها للميت، كان انتصابها في الآية على وجهين: أَحدهما: أَن تكون خبر (كان) تقديره: وإِن كان الموروث كلالة، أي: كلاً ليس له ولد ولا والد. والوجه الثاني: أَن يكون انتصابها على الحال من الضمير في (يورث) أي: يورَث وهو كلالة، وتكون (كان) هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر.

السابقالتالي
2 3 4