الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

{ وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } أي: لأنه يتجلّى لهم سبحانه لإقامة العدل والجزاء { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } أي: عرض كتب الأعمال على أهلها ليقرأ كل واحد عمله في صحيفته. أو { ٱلْكِتَابُ } مجاز عن الحساب وما يترتب عليه من الجزاء، ووضعه ترشيح له. والمراد بوضعه الشروع فيه، أو هو تمثيل. وجوه نقلها الشهاب { وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ } أي: الذين يشهدون للأمم وعليهم، من الحفظة والأخيار المطلعين على أحوالهم. أي: أحضروا للشهادة لهم أو عليهم لاطّلاعهم على أحوالهم، وجوّز إرادة المستشهدين في سبيل الله تعالى، تنويهاً بشأنهم، وترفيعاً لقدرهم، بضمهم إلى النبيين في الموقف. ولا يبعد { وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي: فتوزن أعمالهم بميزان العدل، ويوفّون جزاء أعمالهم، لا ينقص منها شيء، كما قال:

{ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ... }.