الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } * { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ }

{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } أي: جَنَوْا عليها بالإسراف في المعاصي والكفر { لاَ تَقْنَطُواْ } قرئ بفتح النون وكسرها { مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } أي: لا تيأسوا من مغفرته بفعل سبب يمحو أثر الإسراف { إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } أي: لمن تاب وآمن. فإن الإسلام يجبّ ما قبله { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ * وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ } أي: توبوا إليه { وَأَسْلِمُواْ لَهُ } أي: استسلموا وانقادوا له، وذلك بعبادته وحده وطاعته وحده، بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ } أي: قصرت { فِي جَنبِ ٱللَّهِ } أي: في جانب أمره ونهيه، إذ لم أتبع أحسن ما أنزل { وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } أي: المستهزئين بمن يتبع الأحسن. و { أَن تَقُولَ } مفعول له بتقدير مضاف. أي: فتداركوا كراهة أن تقول، أو تعليل لفعل يدل عليه ما قبله، أي: أنذركم وآمركم باتباع أحسن القول كراهة. وتفصيله في شروح (الكشاف).