* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى
{ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً } أي: يشبه بعضه بعضاً، في الصحة والإحكام والبناء على الحق والصدق ومنفعة الخلق ووجوه الإعجاز { مَّثَانِيَ } جمع (مُثَنَّى) بمعنى مردّد ومكرر، لما ثنى من قصصه وأنبائه وأحكامه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده ومواعظه { تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } تمثيل لإفراط خشيتهم، أو حقيقة لتأثرهم عند سماع آياته وحكمه ووعيده بما يرد على قلوبهم منها { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } أي: بالانقياد والطاعة والسكينة لأمره { ذَلِكَ } أي: الكتاب، أو الكائن من الخشية والرجاء { هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } أي: من زاغ قلبه { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.