الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ }

{ لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } قرئ بالتخفيف والتشديد. وأصله (يتسمعون) أي: يتطلبون السماع. والضمير لكل شيطان؛ لأنه في معنى الشياطين. والجملة مستأنفة لبيان ما عليه حال المسترقة للسمع من أنهم لا يقدرون أن يسمعوا إلى كلام الملائكة إلخ. أو هي علة للحفظ؛ أي: لئلا يسمعوا. فحذفت اللام ثم (أَنْ) وأهدر عملها. وضعفوه بلزوم اجتماع حذفين، وهو منكر. كما ذكروه في قوله تعالى:يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ } [النساء: 176]، أي: لئلا تضلوا، وقد يقال: إنما ينكر حذف شيئين فيما يخلّ بانسجام الكلام. أما في تقدير أمْرٍ له نظائر، ومرجعه إلى تحليل معنى لا يأباه اللفظ - فلا وجه للتعصب في رده لمجرد أن الكوفيين، مثلاً، ذهبوا إليه أو غيرهم. وشاهد المعنى أعدل من حكم القواعد، وتحكيمها { وَيُقْذَفُونَ } أي: يرمون { مِن كُلِّ جَانِبٍ } أي: من جميع جوانب السماء، إذا قصدوا الصعود إليها.