الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ } * { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ }

{ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } أي: على أزواجهن أو مبيضاته تشبيهاً بالثواب المقصور، وهو المحوَّر { عِينٌ } أي: كبار الأعين { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } أي: بيض نعام في الصفاء، مستور لم يركب عليه غبار.

قال الشهاب: وهذا على عادة العرب في تشبيه النساء بها، وخصت ببيض النعام، لصفائه وكونه أحسن منظراً من سائره، ولأنها تبيض في الفلاة وتبعد بيضها عن أن يمس. ولذا قالت العرب للنساء: (بيضات الخدود)؛ ولأن بياضه يشوبه قليل صفرة مع لمعان، كما في الدرّ، وهو لون محمود جداً؛ إذ البياض الصرف غير محمود، وإنما يحمد إذا شابَهُ قليلُ حمرة في الرجال، وصفرة في النساء. انتهى.

وحكى ابن جرير عن ابن عباس؛ أنه عني بالبيض المكنون (اللؤلؤ).

ثم قال: والعرب تقول لكل مصون: (مكنون) لؤلؤاً كان أو غيره. كما قال أبو دهبل:
وهي زهراء مثلُ لؤلؤةِ الغوّاصِ   مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُوْنِ