الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ }

{ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } أي: بقربهم وفنائهم { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } أي: فبئس الصباح صباح من أنذرتهم بالرسل فلم يؤمنوا؛ لأنه يوم هلاكهم ودمارهم. قال الزمخشريّ: مثّل العذاب النازل بهم، بعد ما أنذروا فأنكروه، بجيش أنذر بهجومه بعضُ نصّاحهم فلم يلتفوا إلى إنذاره، ولا أخذوا أهبتهم، ولا دبروا أمرهم تدبيراً ينجيهم، حتى أناخ بفنائهم بغية فشن عليهم الغارة، وقطع دابرهم. وكانت عادة مغاويرهم أن يغيروا صباحاً. فسميت الغارة (صباحاً)، وإن وقعت في وقت آخر. وما فصحت هذه الآية ولا كانت لها الروعة التي تحس بها ويروقك موردها على نفسك وطبعك، إلا لمجيئها على طريقة التمثيل. انتهى. أي: فهي استعارة تمثيلية، أو في الضمير استعارة مكنية، والنزول تخييلية.