الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ }

{ إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } استثناء من المحضرين، الذين هم الجنة، متصل على القول الأول، أي: المؤمنين منهم، ومنقطع على الثاني، أو استثناء منقطع من (واو) يصفون. هذا وبقي وجه في الآية لم يذكروه، وهو أن يراد بالنسب المناسبة والمشاكلة في العبادة. ويراد بالجنة الملائكة، ويكون المراد من الآية الإخبار عمن عبد الملائكة من العرب وجعلوهم نداً ومثلاً له تعالى، وحكاية لضلال آخر لهم، غير ضلال دعواهم، أنهم بنات الله سبحانه، من عبادتهم لهم، مع أنهم عليهم السلام يعلمون أن هؤلاء الضالين محضرون في العذاب. والآية في هذا كآية:وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } [سبأ: 40-41]، وكان السياق من هنا إلى آخر، كالسياق في طليعة السورة، كله في تقرير عبودية الملائكة له تعالى، وكونها من مخلوقاته الصافة لعبادته، فأنَّى تستحق الربوبية؟ والله أعلم. وقوله:

{ فَإِنَّكُمْ وَمَا... }.