الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }

{ مَا لَكُمْ } أي: أيّ شيء عرض لعقولكم { كَيْفَ تَحْكُمُونَ } بنسبة الناقص إلى المقام الأعلى، وتخيركم الكامل.

لطيفة

قال الزمخشريّ: فإن قلت: { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ } بفتح الهمزة، استفهام على طريق الإنكار والاستبعاد، فكيف صحت قراءة أبي جعفر بكسر الهمزة على الإثبات؟ قلت: جعله من كلام الكفرة، بدلاً عن قولهم: { وَلَدَ ٱللَّهُ } وقد قرأ بها حمزة والأعمش رضي الله عنهما. وهذه القراءة، وإن كان هذا محملها، فهي ضعيفة. والذي أضعفها أن الإنكار قد اكتنف هذه الجملة من جانبيها. وذلك قوله: { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } و: { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } فمن جعلها للإثباث، فقد أوقعها دخيلة بين نسيبين. انتهى.