الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }

{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً } أي: في استبعاد البعث وإنكاره { وَنَسِيَ خَلْقَهُ } أي: خلقنا إياه { قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } أي: بالية أشد البلى، بعيدة عن الحياة غاية البعد. وإنما لم يؤنث لأنه اسم لما بلي من العظام، جامد غير صفة، كالرمة والرفات , أو مشتق فعيل بمعنى فاعل، إلا أنه لما غلب جريانه على غير موصوف، أُلحِق بالأسماء فلم يؤنث، أو بمعنى مفعول من (رمّه) بمعنى أبلاه. وأصله الأكل، من (رمت الإبل الحشيش) فكأن ما بلي أكلته الأرض. وقال الأزهري: إن (عظاما)، لكونه بوزن المفرد، ككتاب وقراب، عُومل رميم معاملته، وذكر له شواهد.

قال الشهاب: وهو غريب.