الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ }

{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ } اسم لأبي قبيلة. وقد قرئ بمنع الصرف على أنه اسم لها { فِي مَسْكَنِهِمْ } أي: في مواضع سكناهم، وهي باليمن يقال لها: (مأرِب) كمنزل من بلاد الأزد، في آخر جبال حضرموت، وكانت في الزمن الأول قاعدة التبابعة، فإنها مدينة بلقيس، بينها وبين صنعاء نحو أربع مراحل. وقرئ: " مساكِنِهِمْ " { آيَةٌ } على قدرته تعالى ومجازاته المسيء { جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ } أي: جماعتان من البساتين عن يمين بلدهم وشمالها، أو لكل واحد جنتان عن يمين مسكنه وشماله: قيل لهم: { كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ } أي: بصرف ما أنعم به عليكم إلى ما خلق لأجله. ثم بين ما يوجب الشكر المأمور به، بقوله سبحانه: { بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ } أي: لطيفة جميلة مباركة لا عاهة فيها { وَرَبٌّ غَفُورٌ } أي: لمن شكره.