الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ }

{ وَلِسُلَيْمَانَ } أي: وسخرنا له { ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } أي: جريها بالغداة مسيرة شهر، وجريها بالعشيّ كذلك، والريح الهواء المسخر بين السماء والأرض. ويطلق بمعنى النصرة والدلالة والغلبة والقوة، كما في القاموس { وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ } أي: النحاس المذاب. أي: أجرينا له ينبوعه لكثرة ما توفر لديه منه من سعة ملكه { وَمِنَ ٱلْجِنِّ } أي: الشياطين الأقوياء { مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ } أي: من رفيع المباني وإشادة القصور وغيرها { بِإِذْنِ رَبِّهِ } أي: بأمره تعالى { وَمَن يَزِغْ } أي: يعدل { مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } أي: النار.

ثم فصل ما ذكر من علمهم بقوله تعالى:

{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ... }.