الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } * { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ }

{ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ } أي: أبعدهم من رحمته { وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } أي: ناراً شديدة الاتقاد في الآخرة { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً } أي: حافظا يتولاهم { وَلاَ نَصِيراً } أي: يخلصهم { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } أي: تصرف من جهة إلى جهة، تشبيه بقطعة لحم في قدرٍ تغلى، ترامى بها الغليان من جهة إلى جهة. أو المعنى: من حال إلى حال. فالمراد تغيير هيئاتها من سواد وتقديد وغيره.

قال الزمخشري: وخصت الوجوه بالذكر، لأن الوجه أكرم موضع على الإنسان من جسده، ويجوز أن يكون الوجه عبارة عن الجملة. وناصب الظرف { يَقُولُونَ } أو (اذكر) أو { لاَّ يَجِدُونَ } أو { خَالِدِينَ } أو { نَصِيراً } { يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } أي: فكنا ننجو من هذا العذاب.