{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } أي: المنقادين في الظاهر لحكم الله من الذكور والإناث { وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } أي: المصدقين بما يجب أن يصدق به في القلب { وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ } أي: بإدامة شغل الجوارح في الطاعات { وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ } في القول بمجانبة الكذب والعمل بتجريد الإخلاص لوجهه تعالى فلا يكون في طاعتهم رياء { وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ } أي: على البأساء والضراء والنوائب، وعلى القيام بالعبادة والثبات عليها { وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ } أي: المتواضعين لله بقلوبهم وجوارحهم. و(الخشوع) السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع. والحامل عليه الخوف منه تعالى ومراقبته { وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ } أي: بالإحسان إلى الفقراء والبؤساء الذين لا كسب لهم ولا كاسب. فيعطون من فضول أموالهم طاعة لله وإحسانا إلى خلقه وإتماماً للخشوع { وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ } أي: الآتين بما طلب منهم من الصيام المورث للتقوى والرحمة على من يتضور جوعاً ويتصبر فقراً { وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ } أي: عن إبدائها وإراءتها، حياءً وكفاً عن مثار الشهوة المحرمة أو عن الحرام والفجور { وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ } أي: بقلوبهم وألسنتهم { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً } أي: بسبب ما عملوا من الحسنات المذكورة غفراناً لما اقترفوا من الصغائر لأنها مكفرة بذلك { وَأَجْراً عَظِيماً } أي: ثواباً وافراً في الجنة. وقوله تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ... }.