الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }

{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } نودي صلوات الله عليه بوصفه دون اسمه، تعظيماً له. وباب المخاطبة يعدل فيها عن النداء بالاسم تكريماً للمخاطب. ولا كذلك باب الأخبار فقد يصرح فيها بالاسم، والتعظيم باق كآيةمُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ } [الفتح: 29] لتعليم الناس بأنه رسول الله وتلقينهم أن يسموه بذلك ويدعوه به. وأمره عليه السلام بالتقوى تفخيما وتعظيماً للتقوى نفسها، حيث أمر بها مثله. فإن مراتبها لا تنتهي. مع أن المقصود الدوام والثبات عليها. ولم يجعل الأمر لأمته كما في نظائره، لأن سياق ما بعده لأمر يخصه. كقصة زيد رضي الله عنه { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } أي: لا توافقهم على أمر ولا تقبل لهم رأيا ولا مشورة وجانبهم واحترس منهم فإنهم أعداء الله وأعداء المؤمنين. لا يريدون إلا المضارّة والمضادّة.

{ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } أي: فهو أحق بأن تتبع أوامره ويطاع، لأنه العليم بعواقب الأمور وبالمصالح من المفاسد. والحكيم الذي لا يفعل شيئاً، ولا يأمر به، إلا بداعي الحكمة.