الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }

{ ذٰلِكَ } أي: المدبر { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ } أي: ما غاب عن العباد وما يكون { وَٱلشَّهَادَةِ } أي: ما علمه العباد وما كان { ٱلْعَزِيزُ } أي: الغالب على أمره { ٱلرَّحِيمُ } أي: بالعباد في تدبره { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } أي: أحكم خلق كل شيء. لأنه ما من شيء خلقه إلا وهو مرتب على ما اقتضته الحكمة { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ } يعني: آدم { مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي: ذريته { مِن سُلاَلَةٍ } أي: من نطفة { مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } أي: ضعيف ممتهن. والسلالة الخلاصة. وأصلها ما يسلّ ويخلص بالتصفية { ثُمَّ سَوَّاهُ } أي: قوّمه في بطن أمه { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } أي: جعل الروح فيه، وأضافه إلى نفسه تشريفاً له { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } أي: خلق لكم هذه المشاعر، لتدركوا بها الحق والهدى { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي: بأن تصرفوها إلى ما خلقت له.