الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَٰبَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ }

{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ } أي: ما صح ولا استقام. وفي التعبير بـ " بشر " إشعار بعلة الحكم، فإن البشرية منافية لما افتروه عليهم { أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ } أي: الفهم والعلم أو الحكمة { وَٱلنُّبُوَّةَ } وهي الخبر منه تعالى ليدعو الناس إلى الله بترك الأنداد { ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ } أي: الذين بعثه الله إليهم ليدعوهم إلى عبادته وحده { كُونُواْ عِبَاداً لِّي } أي: اتخذوني ربّاً { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن } يقول لهم { كُونُواْ رَبَّـٰنِيِّينَ } أي: منسوبين إلى الرب لاستيلاء الربوبية عليهم وطمس البشرية بسبب كونهم عالمين عاملين معلمين تالين لكتب الله. أي: كونوا عابدين مرتاضين بالعلم والعمل والمواظبة على الطاعات، حتى تصيروا ربانيين بغلبة النور على الظلمة - أفاده القاشانيّ - { بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَٰبَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } أي: بسبب مثابرتكم على تعليم الناس الكتاب ودراسته، أي قراءته. فإن ذلك يجركم إلى الله تعالى بالإخلاص في عبادته.