{ قَالَتْ } مخاطبة لله الذي بعث إليها الملائكة { رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } أي: لست بذات زوج { قَالَ كَذَلِكَ } أي: على الحالة التي أنت عليها من عدم مس البشر { ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } ولا يحتاج إلى سبب، ولا يعجزه شيء. وصرح ههنا بقوله { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } ولم يقل: (يَفْعَلُ) كما في قصة زكريا، لما أن الخلق المنبئ عن الإحداث للمكوَّن أنسب بهذا المقام لئلا يبقى لمبطلٍ شبهة، وأكد ذلك بقوله: { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } من الأمور أي: أراد شيئاً كما في قوله تعالى:{ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً } [يس: 82] { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } من غير تأخر ولا حاجة إلى سبب كقوله:{ وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } [القمر: 50]. أي: إنما نأمر مرة واحدة لا تثنية فيكون ذلك الشيء سريعاً كلمح البصر. وتقدم الكلام على هذه الآية في سورة البقرة.