الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ }

{ إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } شروع في قصة عيسى عليه السلام { يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } أي: بمولود يحصل بكلمة منه بلا واسطة أب { ٱسْمُهُ } ذكّر الضمير الراجح إلى الكلمة لكونها عبارة عن مذكر، أي: اسمه الذي يميزه لقباً { ٱلْمَسِيحُ } وعلماً { عِيسَى } معرب يسوع بالسين المهملة كلمة يونانية معناها (مخلّص) ويرادفها (يشوع) بالمعجمة، إلا أنها عبرانية كما في تأويل أسماء التوراة والإنجيل. وفيها أن المسيح بمعنى الممسوح أو المدهون. قال البقاعيّ: وأصل هذا الوصف أنه كان في شريعتهم من مسحه الإمام بدهن القدس كان طاهراً متأهلاً للملك والعلم والولايات الفاضلة مباركاً، فدل سبحانه على أن عيسى عليه السلام ملازم للبركة الناشئة عن المسح وإن لم يمسح. انتهى. وإنما قال: { ٱبْنُ مَرْيَمَ } مع كون الخطاب لها، تنبيهاً على أنه يولد من غير أب، فلا ينسب إلا إلى أمه، وبذلك فضلت على نساء العالمين { وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } أي: سيداً ومعظماً فيهما { وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } أي: من الله عز وجل.