{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ } أي: كيف أَوْ من أين { يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي ٱلْكِبَرُ } أي أدركني الكبر الكامل المانع من الولادة فأضعفني { وَٱمْرَأَتِي عَاقِرٌ } أي: ذات عقر فهو على النسب، وهو في المعنى مفعول أي معقورة، ولذلك لم يلحق تاء التأنيث { قَالَ كَذَلِكَ } يكون لك الولد على الحال التي أنت وزوجتك عليها لأن الله تعالى لا يحتاج إلى سبب بل { ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه أمر. وفي إعراب { كَذَلِكَ } أوجه. منها: أنه أخبر لمحذوف أي: الأمر كذلك. وقوله تعالى: { ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } بيان له. ومنها أن الكاف في محل النصب على أنها في الأصل نعت لمصدر محذوف. أي: الله يفعل ما يشاء فعلاً من ذلك الصنع العجيب الذي هو خلق الولد من شيخ فانٍ وعجوز عاقر.