الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـىٰ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }

{ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ } أي: على ألسنتنا { بِيَحْيَـىٰ } وقد قرئ في السبع بكسر " إِنَّ " وفتحها، ولفظ (يحيى) معرّب عن (يوحنا) اسمه في العبرانية. ومعنى يوحنا: نعمة الرب. كما في تأويل أسماء التوراة والإنجيل { مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } أي: بنبيّ خلق بكلمة (كن) من غير أب. يرسله الله إلى عباده فيصدقه هو. وذلك عيسى عليه السلام { وَسَيِّداً } أي: يسود قومه ويفوقهم { وَحَصُوراً } أي: لا يقرب النساء حصراً لنفسه أي: منعاً لها عن الشهوات عفة وزهداً واجتهاداً في الطاعة { وَنَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } أي: ناشئاً منهم لأنه من أصلابهم. أو كائناً من جملتهم. كقوله:وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [البقرة: 130]. ولما تحقق زكريا عليه السلام هذه البشارة أخذ يتعجب من وجود الولد منه بعد الكبر.