الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ ذُرِّيَّةً } أي: نسلاً. نصب على البدلية من الآليْن، أو على الحالية منهما.

لطيفة

الذرية مثلثة، ولم تسمع إلا غير مهموزة. اسم لنسل الثقلين. وقد تطلق على الآباء والأصول أيضاً. قال الله تعالى:وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } [يس: 41]. قال الصاغانيّ: وفي اشتقاقها وجهان: أحدهما: أنها من الذرْءِ ووزنها فعولة أو فعيلة. والثاني: أنها من الذرّ بمعنى التفريق لأن الله ذرهم في الأرض ووزنها فعيلة أو فعولة أيضاً. وأصلها ذرورة فقلبت الراء الثالثة ياء كما في تقضت العقاب كذا في القاموس وشرحه.

{ بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } في محل النصب على أنه صفة لذرية. أي: اصطفى الآليْن حال كونهم ذرية متسلسلة البعض من البعض في وراثة الاصطفاء { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لأقوال العباد { عَلِيمٌ } بضمائرهم وأفعالهم. وإما يصطفي من خلقه من يعلم استقامته قولاً وفعلاً. ونظيره قوله تعالى:ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام: 124]. وقوله:إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } [الأنبياء: 90].