الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً } بصور تناسبه، أو في صحف الملائكة، أو المعنى جزاء ما عملت { وَ } تجد { مَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ } أي: عملها السوء { أَمَدَاً بَعِيداً } أي: غاية بعيدة لا يصل أحدهما إلى الآخر، و { تَوَدُّ } في موضع الحال. والتقدير: وتجد ما عملت من سوء محضراً، وادّةً ذلك { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } كرره ليكون على بالٍ منهم لا يغفلون عنه - كذا في الكشاف.

وقال أبو السعود: تكرير لما سبق وإعادة له، لكن لا للتأكيد فقط، بل لإفادة ما يفيده قوله عز وجل: { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } من أن تحذيره تعالى من رأفته بهم. ورحمته الواسعة، أو أن رأفته بهم لا تمنع تحقيق ما حذرهموه من عقابه، وأن تحذيره ليس مبنياً على تناسي صفة الرأفة، بل هو متحقق مع تحققها.