{ إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ } جملة مستأنفة مؤكدة للأولى، أي: لا دين مرضياً لله تعالى سوى الإسلام الذي هو التوحيد والتدرع بالشريعة الشريفة - قاله أبو السعود. وفي الآية الأخرى:{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [آل عِمْرَان: 85]. { وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } مطلقاً، أو اليهود، في دين الإسلام { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } أي: إلا بعد أن علموا بأنه الحق الذي لا محيد عنه. ولم يكن اختلافهم لشبهة عندهم بل { بَغْياً بَيْنَهُمْ } أي: حسداً كائناً بينهم، وطلباً للرئاسة. وهذا تشنيع عليهم إثر تشنيع { وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } المنزلة { فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } قائم مقام جواب الشرط. علة له. أي: فإنه تعالى يجازيه ويعاقبه على كفره عن قريب. فإنه سريع الحساب.