الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

{ وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ } أي: لا تهتم ولا تبال بما يلوح منهم من آثار الكيد للإسلام ومضرة أهله. وقرئ في السبع " يُحْزِنك " بضم الياء وكسر الزاي { إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } قال عطاء: يريد أولياء الله. نقله الرازيّ.

قال أبو السعود: تعليل للنهي، وتكميل للتسلية بتحقيق نفي ضررهم أبداً، أي: لن يضروا بذلك أولياء الله البتة. وتعليق نفي الضرر به تعالى لتشريفهم والإيذان بأن مضارتهم بمنزلة مضارته سبحانه، وفيه مزيد مبالغة في التسلية.

وقال المهايميّ: أي: لن يضروا أولياء الله لأنهم يحميهم الله، فلو أضروهم لأضروا الله بتعجزيهم إياه عن حمايتهم، ولا يمكنهم أن يعجزوه شيئاً بل { يُرِيدُ ٱللَّهُ } أن يضرهم الضرر الكليّ وهو { أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ } أي: نصيباً من الثواب في الآخرة { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } قال المفسرين: ثمرة هذه الآية أنه لا يجب الاغتمام من معصية العاصين.