الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }

{ وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ } أي: إلى ما يؤدي إليهما من الاستغفار والتوبة والأعمال الصالحة. وقوله: { عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } أي: كعرضهما، كما قال في سورة الحديد:سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } [الحديد: 21].

وفي العرض وجهان:

الأول: أنه على حقيقته. وتخصيصه بالذكر تنبيها على اتساع طولها، فإن العرض في العادة أدنى من الطول، كما قال تعالى في صفة فرش الجنة:بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } [الرحمن: 54]. أي: فما ظنك بظاهرها؟ فكذا هنا.

والثاني: أنه مجاز عن السعة والبسطة. قال القفال: ليس المراد بالعرض ههنا ما هو خلاف الطول، بل هو عبارة عن السعة، كما تقول العرب: بلاد عريضة، ويقال: هذه دعوى عريضة أي: واسعة عظيمة. والأصل فيه أن ما اتسع عرضه لم يضق وما ضاق عرضه دق، فجعل العرض كناية عن السعة. وقال الزمخشريّ: المراد وصفها بالسعة والبسطة. فشبهت بأوسع ما علمه الناس من خلقه تعالى وأبسطه - والله أعلم - { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }.