الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

{ إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ } أي: بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس { أَن تَفْشَلاَ } أي: تكسلا وتجبنا وتضعفاً لرجوع المنافقين عن نصرهم وولايتهم فعصمهما الله، فمضيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } ناصرهما، ومتولي أمرهما، فأمدهما بالتوفيق والعصمة، { وَعَلَى ٱللَّهِ } وحده دون ما عداه استقلالاً أو اشتراكاً { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } في جميع أمورهم، فإنه حسبهم. التوكل: تفعل من وكل أمره إلى فلان إذا اعتمد في كفايته عليه، ولم يتوله بنفسه. وفي الآية إشارة إلى أنه ينبغي أن يدفع الإنسان ما يعرض له من مكروه وآفة بالتوكل على الله، وأن يصرف الجزع عن نفسه بذلك التوكل. روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه قال: فينا نزلت: { إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } - قال: نحن الطائفتان: بنو حارثة وبنو سلمة، وما نحب أنها لم تنزل لقوله تعالى: { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا }.

أي لفرط الاستبشار بما حصل لهم من الشرف بثناء الله تعالى وإنزاله فيهم آية ناطقة بصحة الولاية. وإن تلك الهَمَّة ما أخرجتهم عن ولاية الله تعالى.